کد مطلب:58526 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:131
فقال حذیفة: یا ربیعة، والذی نفسی بیده، لو وضع جمیع أعمال أصحاب محمد فی كفّة المیزان منذ بعث الله محمداً صلّی الله علیه وآله وسلّم إلی یوم الناس هذا، ووضع عمل علیّ فی الكفّة الاُخری لرجّح عمل علیّ علیه السلام علی جمیع أعمالهم. فقال ربیعة: هذا الذی لا یُقام له ولا یُقعد! فقال حذیفة: یا لكع[1] وكیف لا یحمل، وأین كان أبو بكر وعمر وحذیفة وجمیع أصحاب محمد صلّی الله علیه وآله وسلّم یوم عمرو بن عبد ود وقد دعا إلی المبارزة فاحجم الناس كلّهم ما خلا علیاً فإنّه برز إلیه فقتله الله علی یده، والذی نفس حذیفة بیده لعمله ذلك الیوم أعظم أجراً من عمل [صفحه 348] جمیع أصحاب محمد إلی یوم القیامة[2] . وروی الواقدی قال: حدّثنا عبد اللهّ بن جعفر، عن (ابن أبی عون)[3] عن الزهری قال: جاء عمرو بن عبد ود وعكرمة بن أبی جهل وهبیرة بن أبی وهب ونوفل بن عبدالله بن المغیرة وضرار بن الخطّاب الفهری فی یوم الأحزاب إلی الخندق فجعلوا یطیفون به یطلبون مضیقاً منه لیعبروا، فانتهوا إلی مكان أكرهوا خیولهم فیه فعبرت، وجعلوا یجولون بخیلهم فیما بین الخندق وسلع، والمسلمون وقوف لا یقدم أحدٌ منهم علیهم، وجعل عمرو بن عبد ود یدعوإلی البراز ویقول: ولقد بَحِحت من النداء بجمـ ـ الأبیات ـ. فی كلّ ذلك یقوم علیّ بن أبی طالب علیه السلام من بینهم لیبارزه فیامره رسول الله صلّی الله علیه وآله وسلّم بالجلوس انتظاراً منه لیتحرّك غیره، والمسلمون كأن علی رؤوسهم الطیر لمكان عمرو بن عبد ود وممّن معه ووراءه، وكان عمرو فارس قریش وكان یعدّ بالف فارس، فلما طال نداء عمرو بالبراز وتتابع قیام علیّ علیه السلام قال له رسول الله صلّی الله علیه وآله وسلّم: «ادن منّی» فدنا منه، فنزع عمامته عن رأسه وعمّمه بها وأعطاه [صفحه 349] سیفه ذا الفقار وقال له: «امض لشأنك» ثمّ قال: «اللهم أعنه». فسعی نحو عمرو ومعه جابر بن عبدالله لینظر ما یكون منه ومن عمرو، ولمّا توجّه إلیه قال النبیّ: «خرج الإیمان سائره إلی الكفر سائره» فلمّا انتهی إلیه قال: «یا عمرو، إنّك كنت فی الجاهلیّة تقول: لا یدعونی أحدٌ إلی ثلاث إلاّ قبلتها أو واحدة منها» قال: أجل. قال: «فإنّی أدعوك إلی شهادة أن لا إله إلاّ الله وأنّ محمّداً رسول الله وأن تسلم لربّ العالمین». قال: یا ابن أخ أخّر هذه عنّی. فقال له علیّ: «أما إنّها خیرٌ لك لو أخذتها» ثمّ قال:«فهاهنا اُخری». قال: ما هی؟ قال: «ترجع من حیث جئت». قال: لاتُحَدّث نساء قریش بهذا أبداً. قال: «فهاهنا اُخری». قال: ما هی؟ قال:«تنزل فتقاتلنی». قال: فضحك عمرو وقال: إنّ هذه الخصلة ما كنت أظنّ أنّ أحداً من العرب یرومنی مثلها، إنّی لأكره أن أقتل الرجل الكریم مثلك وقد كان أبوك لی ندیماً. قال علیّ علیه السلام: «لكنّی اُحبّ أن أقتلك، فانزل إن شئت». فأسف[4] عمرو ونزل فضرب وجه فرسه حتّی رجع. [صفحه 350] قال جابر بن عبد الله: وثارت بینهما قترة[5] فما رأیتهما، وسمعت التكبیر تحتها، فعلمت أنّ علیّاً قد قتله، وانكشف أصحابه حتّی طفرت خیولهم الخندق. وتبادر المسلمون حین سمعوا التكبیر ینظرون ما صنع القوم، فوجدوا نوفل بن عبدالعزّی فی جوف الخندق فجعلوا یرمونه بالحجارة فقال لهم: قتلة أجمل من هذه، ینزل إلیّ بعضكم اُقاتله، فنزل إلیه علیّ علیه السلام فضربه حتّی قتله. قال جابر: فما شبّهت قتل علیّ عمراً إلاّ بما قصّ الله تعالی من قصّة داود وجالوت حیث قال: (فَهَرمُوهُمْ بِاِذْنِ اللهِ وَقَتَلَ داوُدُ جالُوتَ).[6] . وقال رسول الله صلّی الله علیه وآله وسلّم بعد قتله: «الان نغزوهم ولایغزوننا»[7] .
ومن مقاماته المشهورة فی غزوة الأحزاب: قتله عمرو بن عبد ود، فروی ربیعة السعدی قال: أتیت حذیفة بن الیمان فقلت: یا أبا عبدالله، إنّا لنتحدّث عن علیّ علیه السلام ومناقبه فیقول لنا أهل البصرة: إنّكم تفرطون فی علیّ علیه السلام، فهل أنت محدّثی بحدیث فیه؟
ــعهم: هل مِن مبارز؟
صفحه 348، 349، 350.
توفی سنة (144هـ).